أكان قدرا وجوده في هذا المكان؟ّ يرتدي قميصه الاسود اللون ذا الاكمام الطويلة و بنطاله الجينز مستحوذا على إحدى الطاولات في المقهى الأمريكي الأشهر بشارع جامعه الدول العربية ممسكا بكتاب خريف البطريرك للكاتب اللاتيني جبريال جارسيا ماركيز يتملق فيه بعض الحاضرون بنظرات استغراب والبض الآخر بإندهاش ربما من جلسته وحيدا.. أو من قراءته لكتابه الغريب العنوان والغريب المؤلف قطعا بالنسبه لهؤلاء المتملقين المحيطين به.
يأتيه النادل الذي بدا لا يختلف عن زبائنه فيسأله عما يشرب فبدت عيناه متملقة في الكتاب مبتسما ابتسامة صفراء تحمل معاني الاستغراب والسخرية..
فيجيب أحمد " اسبرسو دوبل" من فضلك قالها وهو مخفضا لكتابه ذا اللون البني وهمَ ليرفع الكتاب مرة أخرى فإذا بفتاة قمحية اللون داكنة الشعر كحيلة العينين تسحب الكرسي الذي أمامه وهي تقول تسمحلي بخمس دقائق. فخفض كتابه وأصابه السكوت لبرهة ثم ردَ : طبعاً تفضلي وواجه وجهها بابتسامة تختلط فيها الريبة بالخجل . أنا اسمي نورا رابعة سياسة واقتصاد داهمته بإسمها بينما شيئا آخر من عيناها جذب عيناه اليها .. نورا لم يكن إسما لها فحسب بل كان حقيقة ما تقوله عيناها السودتان .. وأنتظرت أن يحكي لها عن اسمه لكن الصمت الأول عاد اليه: فقاطعت صمته : هل نسيت اسمك بابتسامة تحمل خفة دم غير مصطنعة طبيعية كماء النيل في موسم الفيضان تترقرق بخفة ..فرد مبتسماً اه أحمد أحمد -متلعثما- مهندس مدني.
فواكب تلعثمه ابتسامة أخرى تفوق جمالا عن التي سبقتها . كنت أجلس مع بعض صديقاتي على الطاولة الاخرى فاستوقفني الكتاب الذي تحمل . فوجدت تعابير وجهك تبدوا وكأنك مندمجا فيه آخر حاجة.. وقد قرأت الكتاب ولم استطع مجارية الكاتب فتوقفت عن قراءته بعدما أصابني التعب فأحببت أن أعرف العيب مني أم من الكتاب.
ابتسم أحمد مجاملا إياها أكيد العيب من أي أحد آخر سواكي , لكن الغريب أنكي تقرأي لماركيز.. أبتسمت إ بتسامتها الخلابة وقالت انا قارئة جديدة و سمعت اسم الكاتب في اكثر من مكان فاحببت أن أقرأ له..
هنا يصل الأسبرسو الساخن حاملا معه رائحته الذكية ولازال صاحبنا في حالة الهذيان التي سكنته و لكن رائحة الاسبرسوا يبدوا إنها ساعدته على الأستفاقة قليلا ... فأصر أنها نشرب معه شئ فقالت بخفة ظلها للنادل وهو كذلك اسبرسوا كالذي يشربه الاستاذ .. معذرة البشمهندس.... وابتسامه أخرى تقلب معايير علم الفيزياء في لحظة .....
تابعوني...........